سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية -رضي الله عنها- الملقبة بـ(الكريمة المهاجرة)
**من فواضل نساء عصرها ,كانت قبل أن تتزوج رسول الله صل الله عليه وسلم تحت أبن عم لها يقال له
: السكران بن عمرو
أسلمت وبايعت النبي صل الله عليه وسلم وأسلم زوجها معها , وهاجرا إلى الحبشة ,فلما توفي زوجها
جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقالت له : يارسول الله ألا تتزوج؟
فقال صل الله عليه وسلم : ومن؟
قالت خولة : سودة بنت زمعة , قد آمنت بك واتبعتك . قال : أذكريها علي (أي اخطبيها لي )
فأنطلقت خولة إلى سودة وأبوها شيخ فحيته .
فقال : من أنتِ؟
فقالت :خولة بنت حكيم . فرحب بها . ثم قالت له : إن محمدا بن عبدالله بن عبد المطلب , يذكر سودة أبنة زمعة
فقال : هو كريم , فما تقول صاحبتك؟
قالت : هي تحب ذلك
فقال لها : قولي له فليأت ,فأتى رسول الله صل الله عليه وسلم فتزوجها ,فلما تزوجها كانت في حالة الكبر حتى أنها بلغت من العمر حين تزوجها عليه الصلاة والسلام الخامسة والخمسين رضي الله عنها
.وعن عباس -رضي الله عنه- أن النبي صل الله عليه وسلم خطب سودة وكان لها خمسة صبية أو ستة ,
فقالت : والله ما يمنعني منك وأنت أحب البرية إلي , ولكني أكرمك أن يتضاعى . هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشيا .
فقال لها : -يرحمك الله - !! إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل ,صالح نساء قريش أحناهن على ولد في الصغر ,وأرعاهن لبعل في ذات يده .ولما كبرت سودة وعلمت مكان عائشة رضي الله عنها من رسول الله صل الله عليه وسلم ,قالت : يارسول الله جعلت يومي الذي يصيبني لعائشة يومين , يومها ويوم سودة وبقيت في عصمته صل الله عليه وسلم حتى توفي عنها . روت سودة عن رسول الله صل الله عليه وسلم خمسة أحاديث أخرج لها منها في الصحيحين حديث واحد , وفي رواية أن البخاري روى لها حديثين , وروى عنها عبدالله بن عباس ويحي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري
, وروى لها أبو داود والنسائي وتوفيت سودة -رضي الله عنها- بالمدينة في شوال سنة اربعة وخمسين للهجرة في خلافة معاوية وفي رواية أنها توفيت في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وفي رواية أنها توفيت سنة خمس وخمسين للهجرة
ولما توفيت سودة سجد ابن عباس -رضي الله عنهما-فقيل له في ذلك فقال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (إذا رأيتم آية فأسجدوا وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صل الله عليه وسلم)...