نحن نصنع الآخر
ونضع الأطـُـر والخطوط الحمراء لتصرفاته تجاهنا
فنخلق منه العدو اللدود،
أو نخلق منه الصديق والرفيق
الذي يكون لنا بمثابة المرآة
التي تعكس شكل تصرفاتنا
أو مثل المثمن الخبير
الذى يـُـقـَــيِّم ردود أفعالنا ويقدرها
و بما أننا بشر
(يعنى ناس بتفهم المفروض)
ولنا عقل تتراوح قيمته وفاعليته
بين الغباء والعبقرية
فإننا نقرأ كثيراً عن نظريات وقواعد
فى فن التعامل مع الآخر
وربما نبتكر طــُـرقاًً
لم نقرأ عنها أو نسمع
وبرغم هذا تظل مشاعرنا رهنا بحالتنا العقلية
التي كما سبق تتراوح بين
الحمورية و العبقرية
فنستقبل من الآخر تصرفاً لم يمرره على عقله
و نمرره نحن على عقولنا
(يعنى كل تصرف منه نفكر فيه كويس)
وينتج السؤال القاتل
(ياترى قصده إيه)
مما يجعلنا نضرب أخماساً في أسداس
ونـُكـَـوِّن رؤية تحليلية ناتجة من عمليه الضرب هذه
التي لا تنتج أبدا رقماً صحيحاً
فيصعب علينا تفسير تلك الرؤية
أو استخدامها في فهم علاقتنا بهذا الآخر
وهكذا تزداد العلاقة تعقيداً
وتصبح المسألة عباره عن مقدمات ملخبطه
مضافة إلى توالى أكثر لخبطه
تماما حينما نجري عمليه جمع بين
ثلاث مساميح مضافا اليها خمس حلبؤات
فالناتج أبدا لن يكون ثمانية مساميح
أو ثمانية حلبؤات
ناهيك عن فهم المقدمات والتوالي نفسها
والنتيجة هي ما تؤول إليه هذه العلاقة
من تفسخ ونفور وخسارة لشخص
كنا نستطيع أن نحافظ عليه
بأسلوب أكثر وضوحا وتلقائيه
ومش حندفع فلوس
فقط نستقبل تصرفه بمشاعرنا
و بحسن نية حتى لا تتحول حياتنا الخاصة
إلى علاقة جافه قائمه على المكسب والخسارة .
إن علاقة ماديه قوامها خد وهات
لابد و أن تنتهي مهما طال عمرها
فالمواد وإن كانت لا تفنى
فإنها تظل قابله للتحول
لمواد أخرى
فنسميها ذكريات مؤلمه أو أيام سوده
حينما تساءل عبد الوهاب
كل ده كان ليه لما شفت عينيه ؟
كان السؤال استنكاريا بالتأكيد
ولم تمرره حبيبته على عقلها
بل استقبلته بقلبها ومشاعرها
وانتشت فرحا
وحينما قرر عبد الحليم لمن يهواها
ويقول حبك نار لم تغضب
فهى تريد حبها ليس نارا فقط
بل تسونامي يغرق فيه عبد الحليم واللي جابوه .
لاتمرر كلمات من يحبك على عقلك
واستقبلها بقلبك فقط ،
لا تمرر تصرفاته على مقياس المنطق،
فالحب في ذاته لا يعترف بالمنطق
ولا بتحليلات العقل.
فقط ابتسم
وانظر كثيرا في عينيه
وستكون هناك في أحضانه