دموع فى عيون ميته

هذا شاب فى بدايه عمره لم يعرف من الدنيا الا معانى الالم والعذاب
يعرف منذ فتره انه مريض .أما الان فقد تأكد ان مرضه تمكن منه ولم يعد
له فى هذه الدنيا القاسيه الا ايام معدوده حتى يودع هذه الحياه بحلوها ومرها
اصيب بحاله احباط ويأس ولم يعد يحدث احد لا صديق ولا قريب وراح يمشى
كل يوم يلف شوارع المدينه وهو صامت لا يتحدث الى احد ورأسه وعينيه لا تنظر الا
على الارض. وعيونه لا ترى فيها الا الدموع والحسره والالم .
وبعد يوم وايام طوال من الحزن والالم وهو يطوف الشوارع ينتظر حتى تغيب الشمس
ليعود الى منزله ويدخل غرفته وحيد وغريب . لا يوجد من يملى عليه وقته .فينتظر حتى
يطلع عليه فجر يوم جديد ..
وفى يوم مثل باقى ايامه المثقله بالحزن والهم والآهات التى لا يشعر بها الا قلبه .ظل يمشى طوال اليوم الى ان مر من امام احدى المكتبات ولمح بها صبيه تبيع الكتب بداخلها فأعجبته ودق قلبه لها بسرعه انسته مراره المرض وقسوته فدخل الي المكتبه مسرعآ
واختار احدى الكتب وأقترب منها ليكلمها ويدفع ثمن الكتاب ولما وصل امامهاتجمد كل شئ فى حواسه ولم ينطق بأى كلمات غير انه ترك عيونه تنظر الى عيونها و هو يمتع نفسه بأبتسامتها التى سحرت كل حواسه.فدفع ثمن الكتاب وغادرعائدآ الى غرفته المسكينه.
احس هذا الشاب ان الفرحه عادت اليه والى قلبه الحزين وهو ينتظر يوم جديد وفجر جديد حتى يعود الى المكتبه ..
وفى اليوم الثانى عاد اليها وأخذ كتاب آخر واقترب منها ومرة اخرى احس بجمالها يسيطر عليه ولكنه لم يستطع ان يحدثها او حتى يرحب بها ودفع ثمن الكتاب مرة اخرى وغادرالمكتبه عائدآالى غرفته وأستمر على هذا الحال كل يوم يشترى كتاب ويراها حتى ان الغرفه قد امتلات بالكتب وبدون حتى ان يقرأ اى كلمه من اى كتاب فيهم.
وكل يوم ومع كل كتاب يشتريه كان يتمنى ان يصارحها بحبه قبل ان يأتى يوم وفاته.
ومرت أيام كثيره والكتب تزيد يوم بعد يوم وفجاءه لاحظت الفتاه ان الشاب لم يعد يأتى الى المكتبه كعادته فسألت عنه وعرفت اين يسكن وذهبت الي بيته ودقت باب البيت لتفتح لها امه وهى تلبس السواد والحزن يخيم على المكان فركضت اليها الفتاه واخذت الام فى احضانها فقد فهمت ان شيئا قد حدث لهذا الشاب ونظرت من حولها والدموع تملاء عيونها وآهات مراره الفراق تخنق صوتها وقــــــــالت....
لو انه مره واحده فتح كتاب واحد من كل هذه الكتب وقرأ ما فيه من خط يدى لكان عرف كم من الحب قد احببته كم من العشق قد عشقته كم كنت اريده مثلما كان يريدنى
كم تمنيته كما تمنانى ....كم كنت اريد ان اخبره ان حياتى بدونه لا شئ
كم كنت اريد ان اخبره ان حياتى بدونه لا شئ
هذه الفتاه قد مات قلبها لان من احبها تركها وحيده تركها بدون ان يعلن عن حبه لها
تركها و ذهب الى شئ آخر اسمه الموت ..
فلا تترك من احببت ليأتى يوم كنت تتمنى ان تقول له احـــــــــــــــــــــــــــبك
محمد رجب

تمنيت نهاية القصة تكون نهايةسعيدة
لكن لكل قصة نهاية ...وتفرض علينا الاقدار
تحمّل النهاية بما حملت
قصة تشدّ من يقرأها...
اسعد الله نهاية كاتبها
ومن يقرأها ...
فكتب تعليقا
بالتوفيق حمادة

يا رب يسعد ايام كل محب ويجعل نهايةه فرح
حلوة القصة حمادة ننتظر منك المزيد